هل كانت تجاربك المهنية السابقة تؤهلك الانضمام إلى قطاع الاستشارات الإدارية !

خلال حياتي المهنية قبل الانتقال إلى العمل المستقل في هذا القطاع تعددت الأماكن التي عملت بها، و في كل مقر عمل جديد لا أدري لماذا كنت أهتم بمراقبة آلية استقطاب الموظف الجديد و أدونها منذ مرحلة المقابلة حتى توقيع العقد و تهيئة الموظف خلال أول اسبوع ثم خلال فترة التجربة (٩٠ يوم)، ولا زلت أحتفظ بهذه الملاحظات! 

تنوعت القطاعات و المجالات التي عملت بها بين الحكومي و الخاص و تنوعت تجاربي التي مررت بها كموظف جديد في هذه المؤسسات منذ المقابلة حتى توقيع العقد مروراً بفترة التهيئة و التجربة. 

لعلي اليوم أدرك سبب ما كان يدفعني للاهتمام بهذه الإجراءات و تدوينها و فضولي لمقارنة تجربتي كموظف جديد بين مختلف المؤسسات- ما كان جيداً و ما كان بحاجة إلى التحسين و ما كنت أتمناه كموظف جديد، و ما كنت أتمنى أن لا أتعرض له….- حيث أنهيت منذ فترة مشروع يتعلق بإعداد تصور يتعلق بتهيئة الموظف الجديد لإحدى المؤسسات في المملكة و يضاف إلى قائمة مشاريعي المنجزة كاستشاري إداري مستقل.

إن من أكثر اللحظات تأثيراً و سعادة في مهنتي بقطاع الاستشارات الإدارية تلك التي يشير فيها العميل إلى قيمة العمل المنجز و أثره على المؤسسة، إذا قال المسؤول عن المشروع في نهايته: "تخيلي كمية الأثر الإيجابي اللي حتتركيه في تجربة كل موظف، اللي قاعدة تسويه شيء ممتاز و لك أجره بإذن الله."

و هذا ما نسعى إليه في الاستشارات الإدارية: التنظيم و صنع الأثر في المؤسسات و إحداث تغيير إيجابي فيها. 

و لعلي اليوم أدرك الحكمة من تعدد الأماكن التي عملتُ بها في وقت قصير قبل انتقالي إلى قطاع الاستشارات الإدارية فهذه طبيعة العمل في هذا القطاع، و العمل في ظل تنوع المجالات و الكيانات المهنية من أبرز سماته. 

ختاماً أود أن أوجه رسالة مستخلصة من تجربتي إلى مجتمع الموارد البشرية و الموظفين فيما يخص الانتقال المتكرر بين الوظائف: 

• لمجتمع الموارد البشرية:

في فترة من حياتي المهنية تعرضت لكثير من الانتقاد أثناء المقابلات فيما يخص تنقلي المتكرر بين الوظائف و إن قدمت أسباب منطقية لذلك. هناك أسباب كثيرة للتنقل. ليس كل تنقل متكرر سيء، و ليس كل تنقل متكرر ينم عن عدم جدية الموظف أو عدم وضوح أهدافه و ليس كل تنقل سببه الموظف، أحياناً يضطر الموظف للانتقال لأسباب خارجة عن إرادته و إرادة المؤسسة.

• لمجتمع الموظفين:

إن كان ولابد أن تنتقل: لا تتنقل بشكل عشوائي بل بشكل متسق يخدم تجربتك المهنية السابقة حتى تحصد نتيجة هذا التنقل في آخر محطة تستقر بها أطول فترة ممكنة. ثمّن وقتك و جهدك، التنقل العشوائي و التمسك بأي وظيفة تظهر لك سوف يهدر كل مسيرتك المهنية.