أيهما أهم إنجاز العمل أم الفريق الذي ينجز العمل

يغيب عن أذهان الكثير من المدراء ضرورة وحتمية مواجهتهم الحاسمة للعديد من المشكلات المتعلقة بفرق العمل والتي تعيق تقدم إنجاز أعمالهم بصورة أو بأخرى. إن التركيز على إنجاز المهام في نهاية الأمر لا يعد نجاح مكتمل يضاف إلى سجل المدير المسؤول عن الفرق التي يديرها ويتولى شأن قيادتها. حتى أصبح من المعتاد جداً تجاهل أي عوامل تهدد عمل الفريق بشكل سلسل كتلك التي ترتبط بنقص الإحترام المتبادل بين أعضاء الفريق، أو نقص حماس أحد أعضاء الفريق، أو إنعدام الثقة فيما بينهم، أو ضعف كفاءة البعض، أو هيمنة سلوكيات غير مقبولة تشير إلى وجود إضطرابات شخصية (كحاجة الفرد إلى الظهور الدائم، تهميش الآخرين، الحاجة إلى الاهتمام المستمر، عدم المرونة وتقبل الآخر، التفرد بالرأي،.....). يكمن دور المدير وقائد الفريق في خضم ما سبق:

• امتلاكه المهارة "لإدراك" هذه العوامل المعيقة أولاً، فالإدراك نصف الحل، فكثير من المدراء لا يدرك أن الفريق يعاني من مشكلة ما في أداءه فجل تركيزه على نتيجة العمل النهائية.

• فهم مسببات هذه العوامل التي تعيق العمل (هل هي مسببات ترتبط بشخصية الأفراد أو نظام العمل المتبع أو الثقافة المؤسسية السائدة-في حال عدم بناء ثقافة سليمة- أو غيرها من العوامل).

• العزم على عدم تجاهل المشكلة وامتلاكه القوة لمواجهتها، وهنا تجتمع فئة أخرى من المدراء يدركون هذه المشاكل ومسبباتها لكنهم يصرون على تجاهل إتخاذ أي إجراء حيالها طالما أن العمل يتم في نهاية الأمر وهناك نتائج. المواجهة صعبة لكنها جزء مما يجب توقعه ضمن هذا الدور.

يمكن لأي قارئ أن يتسائل حاله حال أي مسؤول: طالما أن العمل يتم وتوجد نتائج، ما الداعي من أن أقحم نفسي في مواجهات صعبة مع الفريق؟ الجواب هو أن ترك المعوقات البسيطة بين الفرق ستتفاقهم لاحقاً إلى معضلات تنخر في كيان المؤسسة ككل. ويطول الحديث ويتفرع عن آثار عدم معالجة المسؤولين لأي تحدٍ إداري بشكل عام ليس فقط على مستوى فرق العمل.

لابد أن يعلم أي مدير أن تجنبه هذه المواقف يفسد عليه اكتمال مهاراته الإدراية وسماته القيادية الأساسية ولا حرج في إعادة بناء وتحسين هذه المهارة بالإطلاع وحضور الندوات والورش التدريبية وحلقات النقاش المعنية بالتنفيذيين والمدراء، ولا أفضل من تبادل التجارب الواقعية والحلول العملية في كيفية الحل والتحسين.